البغدادي يهدر دم الحزب الإسلامي: "ريح الجنة تفوح من بساتين ديالى"

البغدادي يهدر دم الحزب الإسلامي: "ريح الجنة تفوح من بساتين ديالى"

دعا "أبوعمر البغدادي" زعيم ما يسمى بـ"دولة العراق الإسلامية" التي أعلنتها مجموعة من الحركات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة الحرب على الحزب الإسلامي، أحد أكبر الأحزاب العربية السنيّة في البلاد، طالباً من العناصر المؤيدة له تصفية أتباع الحزب وقياداته، وعلى رأسهم نائب الرئيس العراقي، طارق الهاشمي.
بارك" البغدادي العمليات الانتحارية التي ينفذها عناصره بكثافة في الفترة الأخيرة، كما أيّد قيام النساء بتنفيذ عمليات مماثلة، واتهم الحزب الإسلامي بالتعاون مع الأمريكيين و"المجوس" في العملية العسكرية الجارية بمحافظة ديالى، داعياً رجاله إلى تحقيق نتائج تماثل انتصار الجيوش العربية على الفرس قبل قرون في المنطقة نفسها.
تهديدات البغدادي جاءت في تسجيل صوتي جديد عرضته مواقع إنترنت دأبت على نشر بيانات التنظيمات المسلحة، وقد حمل عنوان "وقاتلوا المشركين كافة،" وقد تحدث شخص غير معروف في بداية التسجيل الذي لم تتمكن CNN من تأكيد صحته قائلاً إن الشريط من إنتاج "مؤسسة الفرقان،" ويحمل كلمة صوتية للبغدادي الذي وصفه بـ"أمير المؤمنين."

وبدأ البغدادي كلمته بالإشادة بجنوده الذين يقدمون واجباتهم الدينية على انتمائهم العشائري، وقال إن "آمال المسلمين" متعلقة بهم لأنهم "في عقر دار الإسلام وعلى مرمى حجر من مسرى ومهجر" النبي، وأضاف أن الله لن يقبل بانتصار "مذهب المجوس وحلفائهم من ’المترفضة‘ الجدد في الحزب الشيطاني المسمى الإسلامي."

وذكر البغدادي أنه كان قد أعلن عدم رغبته بمواجهة الحزب الإسلامي "لعدم تشتيت الجهود" ولكن قلبه بات "مطمئناً" إلى أن لا عذر لمن ينتمي إلى هذا الحزب، بعد نشاطاته العسكرية والإعلامية الموجهة ضد الحركات المسلحة.

ودعا البغدادي إلى قتل عناصر الحزب الإسلامي قائلا: "فإن قطع رؤوس أعوان المحتل واجب شرعي كما رؤوس العدو نفسه، لذا نعلن أن الحزب الإسلامي بكل أطيافه قيادة وأعضاء هم حرب لله ورسوله، وطائفة كفر وردة ويجب أن يقتلوا حيثما وجدوا، فإننا لم نقدم آلاف الشهداء وعشرات آلاف الأسرى لكي تضيع ثمرة الجهاد وتتحول بلاد الرافدين من علمانية بعثية إلى علمانية أمريكية تحت راية الوحدة الوطنية."

وأضاف: "إن تمرد الحزب الإسلامي وحربه على الدين وأهله لا يمكن دفعه إلا باستئصال شأفة هذا الحزب اللعين، فاشنقوا آخر عميل بأمعاء آخر محتل،" ومنح عناصر الحزب مهلة 15 يوماً "للبراءة والتوبة،" باستثناء خمسة، بينهم علاء مكي وعبد الكريم السامرائي وطارق الهاشمي، فقال إن هؤلاء "يقتلون متى قدر عليهم ولا مهلة لهم."

ودعا "أمير دولة العراق الإسلامية" رجاله إلى استغلال هذه المهلة لجمع المعلومات عن عناصر الحزب، متمنياً أن "يأتي العيد وقد طهرت الأرض منهم" وأعلن عن هدية قيمة تقدم منه شخصياًَ لكل من يأتي برأس من رؤوس الحزب من البرلمان أو الشورى أو الهيئة السياسة، أسوة بالجائرة التي وضعها لرأس رسام الكاريكاتير الذي اعتبر مسيئاً للرسول.

وتطرق البغدادي إلى ارتداء رجاله الدائم للأحزمة الناسفة فقال: "نِعم ما قاموا به، أي إيثار المنية على الدنية،" مستعرضاً جملة من الفتاوى التي تجيز قضية "الكر منفرداً على العدو" وهي المدخل لتبرير العمليات الإنتحارية، خاصة إذا كان ثمة قلق من احتمال الوقوع في الأسر.

وتابع البغدادي بالإشارة إلى ظاهرة الانتحاريات، فرأى أن الخوف من الأسر يبرر للنساء ذلك، معتبراً أن "العفيفات من المسلمات" أولى بوضع أحزمة مفخخة.

وحث البغدادي رجاله على اعتبار رمضان "شهر الأسرى" ووعد السجناء من عناصره بالعمل على تحريرهم، وطالبهم بأن يقوموا بدورهم بوضع خطط للفرار، وتعهد بأن ينفذ "غزوة" في كل شهر للإنفاق على أسرهم.

وختم القيادي المتشدد رسالته بالحديث عن الأوضاع الحالية في محافظة ديالى، حيث تقوم القوات الأمريكية والعراقية بتنفيذ حملة أمنية لطرد عناصر القاعدة فقال: "يا أبطال الإسلام في ديالى مرة أخرى جاءتكم جرذان المجوس وكلاب المحتل ناسين ومتناسين السهم الخائب،" في إشارة إلى عملية "السهم الخارق" التي نفذتها القوات الأمريكية العام الماضي في المحافظة.

وذكّر البغدادي رجاله بالمعارك التي شهدتها المنطقة في عصور الإسلام الأولى بين العرب والفرس، والتي انتهت بهزيمة الإمبراطورية الفارسية فقال: "أنتم أحفاد الأبطال في جلولاء التي هزم فيها أجدادكم المجوس.. أنا على وشك البكاء من شدة الفرح بيوم النصر كما فرح الفاروق عمر (بن الخطاب) لما رأى غنيمة جلولاء."

وأضاف أن "ريح الجنة تفوح من بساتين ديالى،" موصياً رجاله بأن يفخخوا البيوت ويلغموا الطرق والجسور وينشروا القناصين، وحثهم على "جعل أجسادهم قنابل متحركة" محذراً إياهم بأنه لا يرغب "برؤية أحد منكم أسيراً في أيدي المحتل وأعوانه،" على حد تعبيره.